الأربعاء، 28 يناير 2009

أطفال يعملون "حمّالين" لتوفير مصروف "الفسحة" ومساعدة أسرهم الفقيرة

الرياض: معيض الحارثي
وجد عدد من الأطفال فرصة للكسب المادي من خلال عملهم في بعض الأسواق لنقل مشتريات المتسوقين على عربات يدوية، وتحميلها في سياراتهم مقابل مبلغ مالي زهيد.ويكثر هؤلاء "الحمالون" في أسواق الخضار والفواكه بالعاصمة، ويقدر عددهم بالعشرات، وأكد جميع من التقيناهم أنهم لم يجبروا على ممارسة هذا العمل الذي وصفوه بأنه ليس شاقا، ويكسبون منه مبلغا يوفر مصروف "الفسحة المدرسية"، ويساهم في شراء بعض متطلبات الأسر الفقيرة التي ينتمون إليها.ويأمل هؤلاء في "ألا تقطع أرزاقهم"، وأن يسمح لهم بممارسة عملهم وفق ضوابط محددة تضمن عدم تأثيره على طفولتهم وتحصيلهم الدراسي، وقالوا إن الجهات المختصة تطاردهم، وتصادر عرباتهم باستمرار. حيث تمنع هذا النشاط الذي يقوم به عمالة خصصوا لخدمة تنزيل وتحميل البضائع في الأسواق.ورصدت "الوطن" عددا من هؤلاء الأطفال في عدد من أسواق الفواكه والخضار بالعاصمة، ولوحظ أن منهم مواطنين ومقيمين، وتتراوح أعمارهم بين 10 و 16 عاما، ويتجولون بعرباتهم اليدوية وسط الأسواق، ويلتقون بالمشترين، ويعرضون عليهم خدمة تحميل البضائع المشتراة منادين "حمّال.. حمّال"، وهم لا يشترطون مبلغا محددا من الزبائن الذين يشفقون عليهم، ويمنحونهم بضع ريالات نظير خدمتهم.وكان أول سؤال طرحته "الوطن" على كل من التقيناهم: هل هم مجبرون على هذا العمل؟، وأجاب جميع من التقيناهم بالنفي القاطع، ومنهم مسعد جابر وحمود العديني وغالي العديني بأنهم يعملون باختيارهم، ولم يجبروا على ذلك مطلقا. كما لم يؤثر على تحصيلهم الدراسي.وأشاروا إلى أنهم يأتون للسوق لشغل وقت فراغهم فيما يفيد، وكي يحصلوا على بعض المال لسد احتياجاتهم الشخصية والأسرية، مضيفين أنهم يعملون غالبية الأيام من بعد العصر حتى العشاء، ويكسبون ما معدله 50 ريالا خلال هذه الساعات، ويرتفع المبلغ للضعف يومي الخميس والجمعة. حيث يكثر المتسوقون الذين يرتادون السوق للتبضع، فيحصلون على نصيبهم رغم التنافس بين الأطفال والعمالة الموظفين لهذه الخدمة داخل الأسواق.ويشير الطفل عمر خالد إلى أن عمله ليس شاقا، ولا يتطلب جهدا بدنيا كبيرا. حيث يدفع أمامه عربة صغيرة يتجول بها داخل السوق لتحميل البضائع المشتراة كعبوات الفواكه والخضار، ونقلها لسيارات الزبائن. نظير بضعة ريالات تعطى له دون أن يشترط مبلغا محددا، ويكتفي بقوله "اللي يجي منك".ويشير عمر إلى أن زبائنه يعطونه غالبا ريالين في كل مرة، ويصل إلى 10 ريالات نظير خدمتهم في توصيل بضائعهم، وتحميلها في سياراتهم.ويقول طفل آخر "فضل عدم ذكر اسمه" إنه وجد في هذا العمل فرصة لتوفير لقمة العيش لوالدته المطلقة وأشقائه، مضيفا أن ما يكسبه خلال ثلاث ساعات في اليوم هي فترة عمله تكفيه في توفير مصروف "الفسحة المدرسية"، وتوفير بعض مستلزمات الأسرة كشراء الخبز، وبعض المواد التموينية اليومية، مؤكدا أنه يشغل وقت فراغه فيما يفيد ويكسب الخبرة في التجارة، ويحصل على مال تستفيد منه أسرته.وقال إن الجهات المختصة تمنعهم أحيانا من العمل، وتصادر عرباتهم، مطالبا بمنحهم الفرصة في هذا العمل لكسب مصروفهم اليومي. خاصة أن غالبية من يمارسون هذا العمل من أسر فقيرة في أمسّ الحاجة لدخل بسيط يكفيهم لشراء بعض المستلزمات.ويقول عدد من الزبائن الذين التقيناهم ومنهم محمد الصخيري إنه يشفق لحال بعض هؤلاء الأطفال، ويوافق على حملهم للبضائع التي يشتريها رغم سهولة حملها. لتشجيعهم على العمل، ويعطيهم بضعة ريالات يستفيدون منها في مصروفهم اليومي.وأشار إلى أهمية تنظيم هذا النشاط لمنع استغلال بعضهم في الأعمال الشاقة، وحفظ حقوق الطفولة، وقال " يمكن للجهات المختصة إخراج تصاريح عمل لهؤلاء بعد حضور أولياء أمورهم، وموافقتهم على عمل أطفالهم، وتحديد ساعات لعملهم. حتى لا يؤثر العمل المتواصل على صحتهم وعلى تحصيلهم الدراسي".يذكر أن نظام هيئة حقوق الإنسان في المملكة تنص على "أن للطفل الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي، ومن أي عمل يرجح أن يكون خطيرا. أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل. أو أن يكون ضارا بصحته ونموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي، وأن يحدد عمر أدنى للالتحاق بالعمل، ووضع نظام لساعات العمل وظروفه، وفرض عقوبات مناسبة لإنفاذ هذه المادة بفعالية.
الوطن الأربعاء 2 صفر 1430هـ الموافق 28 يناير 2009م العدد (3043) السنة التاسعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

افضل موقع لحجز الفنادق حول العالم على الأطلاق , بارخص سعر ومن على شاشة كمبيوترك .

Save on hotels with HotelsCombined.com

افضل موقع لحجز الفنادق حول العالم عبر الأنترنت .

Hotels Combined - Compare Deals